أخبار المدونة
recent

بحث حول مراحل تطور المؤسسة الاقتصادية

مراحل تطور المؤسسة الاقتصادية
مراحل تطور المؤسسة ا ﻹ قتصادية
I. المبحث الأول : قبل الثورة الصناعية

• المطلب الأول : مرحلة ا ﻹ نتاج الأسري البسيط :
ظهر هذا النوع من ﻹنتاج لأول مرة 1000 سنة قبل الميلاد في الشرق الأوسط, في إطار تقسيم أولي للعمل بين الحرفين و الفلاحين, أي نتيجة ظهور المدن حيث سادت الحياة البسيطة مند وجود ا ﻹ نسان حتى ظهور الثورة الصناعية, ولقد تميزت هذه الفترة بالركود و اﻹكتفاء بالفلاحة, حيث إعتبر اﻹنسان زراعة الأرض و تربية المواشي, من أهم النشاطات لأنها كانت موردا لحياته, و لقد إستعمل اﻹنسان البدائي بعض الأدوات البسيطة, التي كانت تنتجها كبار الأسر, الذين أهلتهم في ذلك حنكتهم و تجربتهم في الحياة.
وعادة ما تتم مبادلة هذه المتوجات بالمقايضة, لأنه لم تكن تعرف التجارة بعد آ نذاك, حيث كانت المتوجات اليدوية تصنع وفق طلبات معينة.
ومن مميزات المجتمع البدائي سيطرت اﻹقطاعية, و إستغلالها للأسر في الفلاحة, حيث كان كبير لأسرة هو صاحب السلطة, و من أهم الحرف اليدوية السائدة في هذه المرحلة نجد : النجارة, الحدادة والدباغة...
ومع إزدياد عدد السكان و تجمع مختلف الأسر حول الأراضي الفلاحية تكونت المدن والتجمعات الحضرية.
والتي كان لها إنعكاسات في تحرير العمال من الحقول, و إستقلالهم في ممارسة بعض الحرف.

• المطلب الثاني : مرحلة الوحدات الحرفية :
بعد أن تهيأت الظروف المتمثلة, في تكوين التجمعات الحضرية, وإرتفاع الطلب علي مختلف المنتوجات الحرفية من ملابس وأدوات اﻹنتاج, وظهورعمال بدون عمل و بأعمل مستقلة, أدي كل هذا إلي تكوين وراشات يتجمع فيها أصحاب الحرف المتشابهة من أجل اﻹنتاج, تحت إشراف قدمائهم , وهكذا نشأت عدة وراشات حرفية للنجارة, الحدادة والنسيج ...
فكون أصحاب هذه الحرف طوائف هذفها الأول هو المحافظة علي المساواة بين معلمي الحرفة, كما أنها كانت تسعي لتوفيرالعمل وتخفيض البطالة, رغم أن هذه الورشات كانت تخضع للكنيسة في تحديد الأجور والأسعار, وذلك من أجل حماية المستهلك, إلا أن هيمنتها بدأت تتلاشي مع التغيرات التي سبقت الثورة الفكرية و الصناعية, مما أدي إلي ظهور إتجاه عام نحو التطور الدنياوي , ساعد علي إضعاف نظام الوحدات الحرفية, إلا أنه لم يختفي نهائيا إلا بعد الثورة الصناعية و من أسباب تدهور هذا النظام نجد :
- وجود حرفين مستقلين كانوا ينافسون التجمعات الحرفية .
- خروج الصناع من اﻹنصباط الجماعي للمعلمين .
و مع إتساع الأسواق وإرتفاع الطلب, تحولت بعض التجمعات الحرفية إلي تجمعات تجارية, مما أدى الي ظهور طبقة غنية من التجار, جاءت ممهدة للنظام الرأس مالي.
• المطلب الثالث : مرحلة ا ﻹ نتاج الحرفي المنزلي :
لقد أدي ظهور طبقة التجارالرأسمالين, كحلقة وسط بين المنتجين والمستهلكين, إلي تحول هام في كيفية اﻹنتاج والتمويل, , حيث وفروا للأسر المواد الأولية وأدوات العمل, و رؤوس الأموال, وبالتالي أصبحت الوحدات الحرفية الصغيرة مرغمة علي التعامل مع هؤلاء التجار, حيث قاموا بجمع لأسر الريفية التي كانت علي إستعداد لزيادة دخلها, بواسطة إحتراف حرفة أخري إلي جانب الزراعة, من أجل تغطية حاجاتها المتزايدة مع تطور التجمعات الحضرية, و تحسن ظروف المعيشة .
ولقد كانت بداية نظام اﻹنتاج الحرفي المنزلي ببريطانيا, في مجال صناعة الصوف مند القرن الثالث عشر لينتشر بقوة و ليشمل عدة مجالات أخري بين منتصف القرن 15 , و منتصف القرن 18 .

I. المبحث الثاني : بعد الثورة الصناعية :

• المطلب الأول : مرحلة ظهور المانيفاكتورة :
و يعود ظهورالمانيفاكتورة إلي تراكم التغيرات التي شهدتها طرق اﻹنتاج السابقة, أي اﻹنتاج الحرفي المنزلي, وكذلك الأثار التي كانت للتجارة , وإرتفاع الطلب من جهة و تطور المستوي الحضاري و إرتفاع عدد السكان من جهة أخري, إضافة إلي اﻹستكشافات الجغرافية وآثارها علي تراكم الثروة وإستيراد المواد الأولية, مما أدي إلي ثراء طبقة التجارالذين إمتلكوا أدوات اﻹنتاج, و قاموا علي جمع عدد من الحرفين تحت سقف واحد, حتي يتمكنوا من مراقبتهم و يضمنوا اﻹستغلال الأمثل لوسائل اﻹنتاج, و هكذا ظرت المصانع في شكلها الأولي أي
" المانيفاكتورة " , و تتكون من أدوات بدائية يشتغل عليها العمال بأيديهم, وتخضع إلي تنظم يختلف عن الوحدات الحرفية السابقة حيث أصبح صاحب المصنع هو صاحب السلطة فهو الذي يتحكم في عملية اﻹنتاج و التمويل و التوزيع. و كان للمانيفاكتورة شكلان :
الشكل الأول : يضم عددا من العمال لهم نفس الحرفة, يقومون بتنظيم مرحلة معينة من مراحل اﻹنتاج .
الشكل الثاني : يجمع بين عمال لهم حرف مختلفة, مكملة لبعضها البعض, بحيث يشارك جميعهم في تنفيد مراحل اﻹنتاج كلُُُُُُُ في تخصصه.
و من بعض الأمثلة عن المانيماكتورة في أروبا نجد: المانيفاكتورة الملكية لصناعة الزرابي, التي أسسها ملك فرنسا " هنري الرابع HENRI VI " مع بداية القرن 17 , و مانيفاكتورة " ميسون Meissen " لصناعة السراميك بألمانيا, و يعتبر هذا النوع من المؤسسات منعرجا حاسما في حياة المجتمع الرأس مالي , و تاريخ المؤسسة اﻹقتصادية.
ولكن تفاقم الوضع داخل المانيفاكتورة, مع نهاية القرن 17 , لعدم إنضباط العمال بسبب اﻹستغلال الكبير لهم, وإرتفاع الطلب علي المنتجات, باﻹضافة إلي اﻹستكشافات العلمية التي أدت إلي إدخال وسائل إنتاج أكثر تطورا مما أدي إلي زوال المانيفاكتورة, و ظهور مؤسسات صناعية آلية.
• المطلب الثاني : مرحلة ظهور المؤسسات الصناعية الآلية ﴿ الحديثة ﴾ :
يعود ظهور المؤسسات الصناعية الآلية مع بداية القرن 18 إلي : ظهور الثورة الصناعية في أروبا وما صاحبها إستكشافات علمية و تطور في وسائل اﻹنتاج, و إتساع الأسواق, باﻹضافة إلي الدور الهام الذي لعبه الجهاز المصرفي في التطور اﻹقتصادي .
و ظهرت أول هذه المؤسسات علي شكل ورشات و مطاحن مائية, أما المصانع الأكثر تطورا فقد ظهرت في إنجلترا علي يد " ريشارد أركوريغ Arkwright Richard " في مجال صناعة النسيج .
و إمتاز هذا النوع من المؤسسات بإعتماده علي وسائل عمل آلية ميكانيكية, بدلا من وسائل العمل اليدوية التي إعتمدت عليها المانيفاكتورة.
ويرجع اﻹقتصاديون نشوء وتطور هذه المؤسسات إلي : إرتفاع مردوديتها و إنخفاض التكاليف , وبالتالي تطبيقها لأسعار تنافسية.
ومن جهة أخري فإنه لا يمكن إغفال أن ظهور المؤسسات الآلية وتطورها, كان ضمن الحركة التاريخية للنظام الرأس مالي و إنفصال الكنيسة عن الحياة اﻹقتصادية, باﻹضافة إلي عدة عوامل أخري وهي :
- ظهورالشركات التجارية الملاحية إبتداءا من القرن 16 , مثل الشركة اﻹنجليزية للهند الشرقية والشركة الفرنسية " سان قوبان Saint-Gobain " لصناعة الزجاج .

- نشوء المؤسسات المالية الحديثة, مثل بنك أمستردام سنة 1608 , و بنك إنجلترا سنة 1694 , حيث لعبا دورا هاما في تنظيم الحياة اﻹقتصادية.
- الثورة الفكرية, و إنفصال الكنيسة عن الحياة اﻹجتماعية و اﻹقتصادية .
- ظهور اﻹختراعات التقنية بشكل واسع مع بداية القرن 19 و إستعمالها في مجال الصناعة حيث ساهمت في دفع عجلة النشاط اﻹقتصادي .
- النمو الديمغرافي الذي شهدته أروبا مع بداية القرن 18 .
وكانت للحربين العالميتين الأولي والثانية, دورا هاما فيما يتعلق بتطور الصناعات الحربية, و تنظيم المؤسسات ا ﻹ قتصادية, خاصة بعد الأزمة اﻹقتصادية لسنة 1929 .

I. المبحث الثالث : التكتلات و الشركات المتعددة الجنسيات :

• المطلب الأول : التكتل الكارتل , التروست , الهولدينغ :
مع التطور المعتبر الذي شهده اﻹقتصاد الرأس مالي, ظهرت التكتلات اﻹقتصادية مع نهاية القرن 19 , و بداية القرن 20 , كحل إستراتيجي إنتهجه بعض المؤسسات اﻹقتصادية بهدف التحكم في الأسواق, و بالتالي القدرة علي مواجهة المنافسة, ومن هذه التكتلات نجد :

الكارتل :هو عبارة عن تجمع لعدد من المؤسسات في نفس القطاع, بهدف التقليل أو حذف المنافسة وتحديد كميات اﻹنتاج في السوق وذلك, عن طريق التحكم في وسائل اﻹنتاج و التوزيع, و هذه الطريقة تسمح بإقتسام الربح الزائد, حيث أن الكارتل يفرض أسعار مرتفعة مقارنة مع أسعار الأسوق التنافسية .
وتحتفظ المؤسسات في الكرتل, بإستقلالية مالية و قانونية, و ظهر الكارتل لأول مرة بألمانيا وذلك منذ سنة 1870 , في مجال الصناعات الثقيلة حيث نجد كارتل الحديد و الصلب, نقابة الفحم و شركات البترول الأمريكية
ومع بداية القرن 20 و إندلاع الحرب العالمية الثانية شجعت الحكومة الألمانية تكوين كارتلات التي كانت تسهل التحكم في الصناعة الحربية.

التروست : هو عبارة عن تكتل يجمع بين عدة مؤسسات, بحيث تفقد كل واحدة منها علي أثر ذلك إستقلاليتها المالية و شخصيتها القانونية, و قد ينشأ التروست نتيجة إندماج بين مؤسستين, أو شراء مؤسسة لأخري,
و التروست عبارة عن إتفاق قانوني تجمع فيه الأسهم, مع حق المؤسسات في اﻹنتخاب داخل مجلس اﻹدارة
وظهر لأول مرة في الولايات المتحدة مع نهاية القرن 19 , وإنتشر بها وذلك من أجل الزيادة في قوة الشركات و السيطرة علي مختلف الصناعات, بغرض تخفيض التكاليف و رفع حجم المبيعات. و من أهم التروستات نجد :
شركة " أفانتيس Aventis " الفرانكوا ألمانية لصناعة الأدوية, التي نشأت بإندماج مابين شركة " رون بولانك Rhône-Poulenc " الفرنسية, وشركة " هوشوست Hoechst " الألمانية.
ولكن اﻹستعمال الواسع لهذا النوع من المؤسسات في هذه الفترة أدي في نهاية الأمر إلي ظهور مجموعة من القوانين مضادة للتروستات, و التي مازالت سائدة إلي حد الآن .
الهولدينغ ) اﻹمتلاك ( : مع توسع الأسواق المالية, و ظهور ميكانزمات معقدة للمعاملات ما بين البنوك و المؤسسات من خلال البورصة, ظهرت هناك تجمعات ناتجة عن شراء البنوك لأسهم المؤسسات, سواء كانت عمومية أو خاصة, حيث تصبح أصولها متكونة من رؤوس أموال شركات أخري, فتكوّن شبكة تحت إستراتيجية و توجيه الممتلكين الماليين, دون أن تفقد إستقلالها القانوني, و كثيرا ما يطلق مصطلح الشركة الأم علي المسيرين بينما يطلق إسم الفروع علي الشركات المسيرة, و من أمثلة الهولدينغ نجد:
بنك " باريبا Paribas " الذي نشأ عن طريق إمتلاك بنك باريس لجزء من رأس مال بنك هولندا .
ونفرق بين الهولدينغ المالي و الهولدينغ الصناعي حسب إمكانية التقرير والتي تنطبق علي التسيرالمالي في عدة مجالات مثل اﻹشهار و التموين .
• المطلب الثاني : الشركات المتعددة الجنسيات :
تعريف : هي عبارة عن مجموعة من المؤسسات ذات إنتماءات قومية مختلفة, و لكنها موحدة من خلال إستراتيجية عامة للإدارة, وهناك من يعتبر مؤسسة متعددة الجنسيات, عندما يصبح %20 من رأس مالها موظفا في منشآت خارجية, أومشاركتها في رأس مال شركات أجنبية بنفس النسبة أو أكثر, وذالك في 6 دول علي الأقل
و بالتالي دخولها مجالس اﻹدارة لتلك الشركات و إمتلاكها حق التصويت .
و من أكبر هذه الشركات نجد: شركة " جنرال موتورس " General Motors الأمريكية وشركة " فولسفاكن Volkswagen " الألمانية.

أسباب نشوءها : لقد قامت العديد من النظريات فيما يتعلق بنشوء الشركات المتعددة الجنسيات حيث نجد:
نظرية المراحل, حيث تختصر عملية تطور المؤسسات إلي 3 مراحل:
المرحلة الأولي : وهي مرحلة إنطلاق و تأسيس المؤسسة .
المرحلة الثانية : إتساع المؤسسة و زيادة اﻹنتاج .
وعند وصولها إلي مستوي التوسع تجد المؤسسة نفسها مضطرة لتحويل نشاطها نحو الخارج , باﻹضافة للأسباب التي تدفع بالمؤسسات بالتحول إلي شركات متعددت الجنسيات نجد:
- ضمان التمويل الدائم من المواد الأولية .
- نقص تكاليف اﻹنتاج في بعض الدول, لرخص اليد العاملة فيها و إنخفاض الضرائب .
والشركات المتعددة الجنسيات ليست ظاهرة جديدة, لأن العديد منها ظهرت مع بداية القرن 20 , وللبعض منها جذور جد قديمة :
مثل شركة الهند الشرقية, التي مهدت ﻹنطلاق عالمية المؤسسات, و بنشوء العديد من المؤسسات الكبيرة و اﻹحتكارات, إتجهت العديد منها إلي التوسع خارج بلدانها الأصلية, و إنتشرت عبر العالم.
و حسب الأمم المتحدة هناك 40.000 شركة تخضع لشروط تعدد الجنسيات والتي تجمع شبكة 000 . 300 فرع
و %45 من هذه الشركات ذات جنسية أمريكية, %16 يابانية, %10 فرنسية ...

الترتيب إسم الشركة االبلد الأصلي التخصص رقم الأعمال*
1 جنرال موترس الولايات المتحدة صناعة السيارات 861 180
2 فورد موترس الولايات المتحدة صناعة السيارات 751 835
3 ميتسوبيشي اليابان صناعة السيارات 716 441
4 شال هولندا إستخراج البترول 655 892
5 إقسون الولايات المتحدة إستخراج البترول 610 886

يمكن القول أن ظهور و تطور المؤسسات اﻹقتصادية, جاء نتيجة لما عرفته البشرية من تطورات وإنعكاساتها علي اﻹقتصاد, حيث أنه مع تزايد الوعي وحاجات اﻹنسان, قام هذا الأخير بإنتاج هذه الحاجات, فظهرت أولا المؤسسات الحرفية الصغيرة لتلبيتها, ومع إزدياد الطلب و المبادلات التجارية ظهرت طبقة رأس مالية ممهدة لظهورالثورة الصناعية, و محددة للتطور نحو منهج إقتصادي موجه عن طريق التبادل الحر.
وأدي التطورالعلمي والتكنولوجي الذي صاحبها إلي تغير جدري في كيفية اﻹنتاج و التوزيع فنشأت أولا المؤسسات الحديثة علي شكل مؤسسات آلية, لتصبح علي الشكل الذي نراها فيه اليوم
بحوث جامعية

بحوث جامعية

هناك تعليق واحد:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.